أذكر أنني في العاشرة أو الحادية عشرة من عمري كنت أقرأ ديواناً شعرياً لشاعر عراقي اسمه رعد مشتت ووردت كلمة "بسطار" فلم أفهمها. سألت والدي عن معنى الكلمة فشرحها مستخدماً كلمات مفهومة بلغتي الأم "صرماي" و "صباط" ولكنها غير متداولة في العربية القياسية المعاصرة. نظراً إلى أني وجدت الكلمة مطبوعة في كتاب اعتبرت الكلمة عربية ' فصحى' أو ما أسميه الآن العربية القياسية المعاصرة.
بحثت لاحقاً في أصل كلمة بسطار ووجدت أن أصلها هندو آري من الفارسية الوسطى بستر (bestar) وتعني سرير أو 'فرشة' السرير أو 'سجاد'.
دخلت المفردة التركية العثمانية وحافظت على معناها ومنها إلى العربية القياسية المعاصرة "بسطار" بمعنى نوع من الأحذية حيث تعرض معناها للتغيير وإن حافظ على إحدى السمات الدلالية أي على معنى الفاصل بين جسم الإنسان من جهة والأرض من جهة ثانية. هذا ونلاحظ بأن هذه الكلمة معروفة بشكل أكبر من قبل العراقيين بالمقارنة مع نظرائهم في الشرق الأوسط وشمالي افريقيا وذلك لقربهم من بلاد فارس لاحتكاكهم التاريخي الطويل مع متكلمي الفارسية و اللغات الهندو آرية عموماً!
رامي الابراهيم ©
Comments