top of page

حول علاقة وتأثر اللغات السامية وذات الأصل السامي باللغات الهندوأوربية

نظراً للعدد الكبير من الكلمات الفارسية والهندو آرية عموماً (الهندو أوربية) في اللغة العربية القياسية المعاصرة Modern Standard Arabic والتي تدخل سجل العربية منذ القرن الثامن الميلادي على أقل تقدير بسبب اسهامات الكتاب والمفكرين الذين تكلموا لغات هندو آرية أهمها الفارسية وعاشوا في ظل الامبراطورية الاسلامية مثل سيبويه وابن الراوندي والرازي والفارابي وغيرهم فإن القول بأنها لغة سامية مغلوط وغير دقيق ويشابه التصنيف غير الدقيق للغة الإنكليزية بين اللغات الجرمانية (إن حدث ذلك) بالرغم من تأثرها الكبير بالفرنسية اللاتينية الأصل. إضافة إلى رفد اللغات الهندو آراية للعربية منذ الألفية الأولى بعد الميلاد نظن أن لبعض اللغات الهندو أوربية القديمة تأثير أدى إلى دخول كلمات هندو أوربية في لغات سامية كالفينيقية أو سامية الأصل كالأوغاريتية بسبب احتكاك بعض الشعوب الهندو أوربية التي سكنت الأناضول مع الشعوب السامية في الهلال الخصيب خلال الألفيتين الثانية والأولى قبل الميلاد.

قد يكون للغتين اللوفيةLuvian والحثية Hittite وكلاهما لغة هندو أوربية تأثير ما حيث نظن أن عدداً من المفردات قد انتقل عبر هاتين اللغتين ولا سيما اللوية Luwian أو اللوفية Luvian عبر الزمن إلى الكنعانية الفينيقية والآرامية التي تشكل مصدرا هاماً وضخماً من العربية القياسية المعاصرة. شملت أراضي الامبراطورية الحثية في أوج توسعها بين الأعوام 1350 و1300 قبل الميلاد معظم الأراضي السورية الحالية ونتج عن سقوطها حوالي 1180 قبل الميلاد ممالك تعرف بالممالك الحثية الجديدة أو الممالك السورية الحثية على الساحل الشرقي للمتوسط من الحدود اللبنانية وحتى أنطاكيا واستمرت هذه الممالك حتى القرن السابع قبل الميلاد. لاتزال مواقع مثل تل آفس في محافظة ادلب وتل الأحمر في محافظة حلب (Masuwari بالحثية) وعين دارا في منبج أو محافظة حلب شاهدة على هذه الحواضر بالإضافة إلى حمات التي ماتزال تحتفظ باسمها حتى اليوم "حماة" ربما بسبب ذكر الاسم في التوراة חֲמָת.


كما أظن أن الكثير من كلمات اللغة الحورية التي يصعب على العلماء تصنيفها قد دخلت بعض اللغات السامية الأصل كالأوغاريتية. وبالرغم من صعوبة تصنيف اللغة الحورية إلا أن كتاباً ككتاب "المكونات الهندو أوربية في اللغة الحورية" من قبل Arnaud Fournet و Allan R. Bomhard خلص إلى اعتباراللغة الحورية مرتبطة جينياً مع الهندو أوربية الأم. في الحقيقة لإن اكتشاف الترنيمة الموسيقية الحورية (ترنيمة نيكال) في أوغاريت دليل على تداخل كبير بين الحضارتين ويدفعنا إلى التحري في خصوص التأثير اللغوي على الأوغاريتية التي يقول علماء اللغات أنها شبيهة كثيرة بالعبرية التوراتية.


أظن أن كثيراً من الكلمات دخلت وذابت في الفينيقية والآرامية والعبرية والكردية من الحثية و اللوية أو اللوفية بشكل أساسي خلال هذه الفترة الطويلة من الزمان. هذا ومايزال الموضوع قيد البحث والمعلومات قابلة للتحديث!


رامي الابراهيم ©


47 views0 comments

Comments


bottom of page