تعتمد الرواية تقنيةً حديثة في السرد تقوم على تعدد الرواة مما يسمح لكل راو بتطوير الحدث والحبكة وإكمال المشهد وتقديم تفاصيل وجزئيات تجعل من الصعب على القارئ أن يصدق احتمال أن تكون الرواية غير الذكريات الحقيقية لهؤلاء الرواة، فضلاً عما تمكنه التقنية من البناء المتكامل للشخصيات من أكثر من منظور. للرواية ثلاثة رواة مختلفون في التوجه عموماً وتجمعهم علاقاتهم المختلفة مع ممثل السلطة والحزب الحاكم في الدولة، ويساهمون كل من زاويته في رسم هذه الشخصية وفضح أساليبها وممارساتها وتجاوزاتها. هناك خلخلة بسيطة في الزمن أي أن الرواية لا تسير بخط زمني مستقيم تماماً من الأقدم إلى الأحدث، ولكن الخلخلة بسيطة وليست بالقدر الذي يضيع معه القارئ وإنما تساعده وتحثه على المشاركة في إعادة ترتيب الأحداث. تدور الرواية بالعموم حول الحرمان الجنسي والسياسي الذي يجعل من الإنسان مجرد قزم صغير بالمقارنة مع من يمارس الجنس أو يحتكر السياسة . الرواية جريئة في طرحها ومحرضة لكثير من الأسئلة حول هذه الشخصيات الإشكالية بالنسبة للقارئ العربي الذي يحمل تجاه شرائح هذه الشخصيات عاطفة مسبقة.
top of page
CHF6.00Prix
bottom of page