تظهر كلمة "طوبى" في سجل اللغة العربية الكلاسيكية فقد وردت في القرآن في سورة الرعد 29 على سبيل المثال كما وردت في بعض النصوص الأخرى للثناء مثل قول الإمام علي بن ابي طالب : "طُوبَى لِمَنْ ذَكَر المَعَاد وعَمِلَ للحِسَابِ وَقَنِعَ بالكَفَاف" و يجمع مفسروا القرآن على معانيها الإيجابية التي تشتمل على الخير و الحسنى و النعمة والفرح بالإضافة إلى من يقول بأنها شجرة في الجنة أو الجنة ذاتها.
من اللافت للإنتباه أن الكلمة موجودة في العبرية טוֹבה وهي مؤنث كلمة جيدטוֹב .
ومن الجدير بالإنتباه ايضاً أن استخدام هذه الكلمة طوبى ينحصر في السجل المكتوب للعربية القياسية و لا تجري على ألسنة متكلمي العربية في لغاتهم اليومية فنحن لانستخدم هذه الكلمة مثلاً في لغتنا الأم في الساحل والداخل السوري أبداً وحتى كلمات كجيد وجيدة هي قليلة ونادرة الاستخدام في اللغة المحكية وإنما نستخدم عموما الكلمة الفينيقية 𐤌𐤍𐤇 منيح ومنيحة بدلاً من جيد وجيدة ولاسيما في جواب السؤال عن الحال و"عفارم" أو "برابو" القادمة من الفرنسية bravo للثناء.
يفيد وجود هذه الكلمة في السجل المكتوب للغة العربية القياسية الكلاسيكية على برهان أن هذا السجل يقوم على ترجمات من لغات أهمها العبرية وأن كثير من كلماته ماهي إلا نقحرة لكلمات عبرية أو آرامية كتبت بحروف جديدة عربية.
رامي الابراهيم ©
Comments