أنا أعترف أني كنت من بين مثقفين آخرين أنظر إلى شبه الجزيرة الآرامية باعتبارها صحراء قاحلة وأن ساكنيها عبر التاريخ هم بدو رحل وهذا في جانب منه استدلال من قراءتنا للثقافة الأسلامية القروسطية والقيم الصحراوية البدوية التي تفرض على مجتمعاتنا وثقافاتنا الأصلية في بلاد الشام، و في شق آخر تأثر وربما ترديد ببغائي و تشرب للنظرة الغربية العامة الإيديولوجية والقاصرة لهذه المنطقة. على اي حال فقد تبين من خلال اطلاعي المبدئي على آثار هذه المنطقة على أنها عامرة بالحضارات المذهلة وفيها من الرموز والألغاز ما لن نجد له تفسيراً في القريب العاجل والمنظور وما سنقف عند عظمته طويلا.
هذا ولن نجلد الذات طويلا لأن آثاراً كآثار مدينة الحجر أو مدينة العلا أو (مدائن صالح) لم تكشف أمام السياح والباحثين حتى وقت قريب. هناك جانب آخر ومهم أيضاً أن حضارات خيبر والحجر تشكل امتداداً للحضارة الآرامية التي تدهشنا كلما تعمقنا في التاريخ في مدى اتساعها وعظمتها والتي أدعوكم إلى تقصيها واستكشافها! قد تكون خيبر أقرب إلى حضارات اليمن منها إلى حضارات الشام ولكن يمكننا التكلم عن حضارة آرامية ذات امتداد جغرافي وتاريخي وثقافي كبير نحن في صدد تقصيه.
نضيف إلى أن آثار الكعبات التي بلغت 24 كعبة والتي دمر آخرها ( كعبة ذي الخَلَصة الوثنية) في القرن العشرين دليل على كذب الرواية التاريخية التي دأبت الحكومات الاسلامية والعروبية في هذا القرن كما في القرن الماضي على نشره وتعليمه في مناهجها المدرسية ومن هنا تنبع الدعوة إلى إعادة تقصي واستكشاف التاريخ الآرامي وكتابته من قبل مختصين وباحثين غير مؤدلَجين ولا مؤدلجين ولا يخدمون نظماً سياسية بعينها.
رامي الابراهيم ©
الصورة في الاسفل هي لشاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بي من صفحة ناتجة عن البحث في Google maps عن مناطق تعج بالرموز الحجرية في شبه الجزيرة الآرامية.
Comments